كلمات فى الحب 3

تخيل معى يومك .. انت تستيقظ فى الصباح لتأكل افطارك وترتدى ملابسك لتذهب الى عملك او جامعتك .. فى نظام يتكرر كل يوم .. اعتدت عليه واعتاد عليك .. حتى فى اوقات فراغك يومك
سيكون مرتب سواء بإرادتك او لا فتكرار الايام يجلب الترتيب اليها..
تخيل ان تستيقظ وتجد ان لا يوجد اليوم افطار او ان الملابس التى تنتوى ارتدائها متسخه .. وان تذهب الى العمل وتجدهم قد قرروا تغير المكان الذى تجلس فيه او اعطاءك مهام وظيفيه مختلفه او تغيير الحاسب الذى تعمل عليه..
تخيل لو حدثت هذه الامور مجتمعه .. ماهو رد فعلك ..
أعدك انك لن تقابل هذا بالابتسامه الراضيه .. فمهما كانت درجة مللـك من نظامك اليومى فأنت لن تقبل ان يأتى احد ويغيره ..فهذا النظام هو الذى يحول يوم من ساعات واعمال مبعثره الى منظومه مرتبه توحى بالامان .. فأنت تعلم ماسيحدث غدا قبل ان تعيشه ..
ماعلاقة هذا الذى اتحدث فيه بالحب .. علاقته فى عباره طالما كانت عالقه فى ذهنى وهى "انه فى الحب بكامل اردتك الحره تتخلى عن هذه الاراده الحره "
ولا اعنى هنا ان تتخلى عن هذا الاراده للحبيب .. ففى علاقة الحب المتاوزنه الحبيب نفسه يفعل ذات الشئ .. انت تتخلى عن ارادتك لقوة اكبر منكما معاً لقوة الحياة .. لقوة الحب ..
فبعد ان كان لكل منكما مواعيد خاصه لكل شئ فى حياته ينظمها حسب اولوياته او حتى لاينظمها ابدا .. سيجد انه مضطر ان ينظمها بكيفيه تتيح له ان يتواصل مع حبيبه قدر الامكان.. فقد يستيقظ من النوم مبكرا فقط ليحدثه بضع دقائق قبل الذهاب الى العمل .. او يتخلى عن يوم اجازته المحبب الذى يرغب فى قضائه على السرير بعد اسبوع متعب ليرى حبيبه .. ومهما نصحتنا نشرة الاخبار الجويه عن الطقس العاصف بالغد او البرد القارس او رياح الخماسين القويه .. فلا سبيل الى التراجع فرؤية الحبيب ولو لثوان تغنى عن اى شئ ..
لذلك يرى غير المحبين فى المحبين مجانين .. ولكن ما ان تلمسهم عصى الحب السحريه حتى يتحول اكثرالناس عقلا واتزاناً لأكثرهم جنوناً وتهوراً..
فأن كان حبيبى يكره اللون الاصفر الذى كنت اعشقه واغلب ثيابى منه سوف اتوقف عن ارتداءه .. وان كانت حبيبتى تعشق عصير القصب الذى لا احبه سوف اتعلم ان اشرب جالونات كل يوم فقط لكى ارضيها او افعل شئ يقربنى منها ..
ماهو الدافع لكل هذا التغييرات .. أليس هو الحب ؟..
أليس هو هذا الكيان الكبير الذى ذبنا فيه وتحولنا الى ناس اخرين يشبهوننا فى الملامح ولكن قد يختلفون عنا فى الشخصية..
ولا يجب ان يكون التحول فى الشخصية كبير حتى نطلق على الانسان محب ..فقد تكون مجرد تحولات صغيره لا تبين الا للاشخاص الذى يعرفونك بشدة ..
فمن يدخل علاقة الحب وهو يعتقد انه سيظل خلالها كما كان قبلها فأنه لايعلم شئ عن الحب ..
وهذه التغييرات لا تحدث ونحن غافلين عنها بل قد تحث امام اعيننا ونراها ونكون فرحين بها .. كالطفل الذى يفرح بأرتداء ملابس جديدة .. فالمحب هو ايضا يرتدى رداء الحب الجديد الذى قد يجعله اجمل او اسوأ حسب نوع العلاقة وشخصية الطرف الاخر ..
فقد نتغير للاسوأ .. او نفقد اشياء مميزة فينا فى خلال عملية التحول هذه ..وفى هذه الحالة يجب ان نعلم اننا امام علاقة حب مشوهه .. لأن من المفترض ان يظهر الحب اجمل مافينا لكن ان كان العكس هو الذى يحدث اذا اعلم ان هناك خطأ ما حصل فى هذه العملية الكيميائية ..
كما ان هناك خطأ اخر شائع .. وهو ان يتغير احد الطرفين فى حين يثبت الطرف الاخر على حاله .. واحب ان افرق فى هذه النقطة بين ان يتغير الطرفين لكن بمعدلات متفاوتة فى شدة التغير وبين ان يظل احد الطرفين كما هو فى حين يتغير الطرف الاخر ليتلائم معه .. ففى هذه الحاله يكون احد طرفى العلاقة هو الاقوى وله السيطرة وليس الحب فى حد ذاته .. مايعنى ان الطرف الاقوى هذا لم تلمسه عصا الحب بعد .. ولذا يجب الحذر منه .. لأن مهما ضحينا او تغيرنا من اجله فهو يجد ان هذا حق مطلق له وانه كامل لايجب عليه ان يتغير ليكون افضل فى عيون من يحبه .. وهنا نحن نبتعد مره اخرى عن التوازن الذى قلنا من قبل انه ملك هذه اللعبة ..
ونجد ان كفة احد المحبين هى الراجحه .. وفى اغلب الاحوال من تكون كفتة راجحه فى الحب ينقلب عليه ميزان الحب كله اذا تمادى .. فمهما تغير الطرف الاخر لكى يرضيه فلا شئ يكفيه مما يجلب سخط الطرف الاخر عليه .. ويجعله يراه على حقيقته كطرف نهم لا يشبعه شئ..
لذلك يجب ان نعرف متى يستحق من نحب ان نتغير من اجله ؟؟ ولنا فى هذا جولة اخرى ..