الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

كلمات فى الحب 2

توقفنا فى المره السابقة عند ايجاد الطرفين نقطة اللقاء التوازن .. لكن ان اعتقدنا ان فى هذا نهاية المطاف فأننا نؤمن بالمستحيل .. فالثبات ليس من طبيعه اى شئ من الاشياء فى الكون من حولنا .. فالارض تدور.. والشمس تدور..والكون كله فى حالة حركه مستمره .. فكيف نطالب شخصين ان يظلا على نفس الحاله لمجرد انهما وصلا الى حالة توازن فى العلاقة بينهما؟ ..
فالانسان ذاته فى حالة تغير مستمر فهو كل لحظه يكبر بمقدار هذه اللحظه .. يكتسب اشياء جديده ..ويفقد اشياء اخرى .. صحيح ان هذه التغيرات تكون فى غاية الضاله .. لكن نقطة الماء تبدو ايضاً ضئيله وفى ذات الوقت تملك القدره على تفتيت الصخر مع مده من الزمن .. وهكذا هذه التغيرات.. فهى صغيره فى تأثيرها وقد يصعب ملاحظتها او تلاحظ وكل طرف يتركها لتمر مع اصراره ان حبيبه مازال كما كان يوم احبه .. ويستيقظ فى يوم من الايام ليدرك انه صار يحيا مع شخص اخر ليس هو من احبه من قبل .. ثم يتهمه انه ماعاد يحبه وانه تغير.. كأن التغير فى حد ذاته اتهام فى حين انه لو نظر فى المراه متمعنا وبجواره احد صور القديمه لوجد اختلاف شاسع فمابالك لو جلس مع نفسه ليحدد مقدار التغيرات التى حدثت فى شخصيته سيجد انه هو ايضا ماعاد ذات الانسان .. الحب والمبادئ العامه والاشياء الاساسيه موجوده .. لكن هناك اشياء استجدت .. وهذه الاشياء قد تسبب مشاكل رهيبه بين المحبين .. ولاتظنوا ان هذه المشاكل قد تحدث بين المتزوجين لمده طويله فقط بل انها تحدث بين محبين لم يتعد عمر الحب بينهم سنه .. فكما الانسان دائم التغير فهو ايضا يكره ان يرى من يحبه يتغير .. فهو يستريح على وضع معين لا يريد ان يغيره .. ويتهرب من ان يعانى مره اخرى فى ايجاد نقطة توازن جديده..
الحل لهذه المشكله هو الايمان .. نعم الايمان بقدرة الحب على استيعاب هذه التغييرات .. والايمان بحب الحبيب مهما تغير .. والايمان والثقه بالذات فى انه قادر على ان يحب حبيبه وان يقربه منه مهما تخيل له انه بعد عنه..
والاقتناع ان الثبات ليس من طبيعه الاشياء .. بل ان الثبات قد يسبب حاله من الملل والفتور فى العلاقه بين المحبين مثله مثل الروتين .. فكيف نصر على شئ يكون قد فيه الضرر اكثر من النفع ..
وكما قلت من قبل فلكل شئ مميزاته وعيوبه .. والتغيير ليس كله حسن .. بل من المؤكده بعض هذه التغيرات قد تكون مضره .. او على الاقل مزعجه للطرف الثانى فى العلاقه .. ولتجاوز هذه العقبه يجب ان يتعاون الطرفين كما يجب ان يتعاونا فى اى شئ اخر .. فليست المشكله خاصه بطرف دون الاخر..
فعلى الطرف الذى اوذى من التغيير ان يعرب عن ذلك بطريقه لطيفه تعبر عن فكرته دون اتهام .. فى حين ان الطرف الاخر يجب ان يكون مقتنعا انه ماعاد وحيداً من حقه ان يتغير دون الاهتمام بأحد .. وبالتالى يعمل الطرفين مره اخرى على ايجاد نقطة توازن جديدة.. وهكذا تسير الحياه ..تغير يعقبه توازن جديد.. قد يكون هذا مرهق لكن من قال ان الحب متعه فقط؟ .. بل لو كان متعه فقط ماتعلقنا به لهذه الدرجه .. فأيدلوجيه الكفاح لنصل لما نريد هى اكبر دافع لدينا فى الحياة .. وهل يوجد فى الحياة اهم من تعيش سعيد ؟ وان تنقل السعاده لكل من حولك؟ .. ليس فقط محبوبك بل كل الناس .. لأن المحب الصادق يصبح كالشمس المضيئه الكل يستطيع ان يتدفأ بنوره دون امتيازات خاصه .. فقط لأنه بقربه .. فالمحب يشعر ان السعاده التى يعيشها كثيره عليه وانه يود ولو نقلها لكل من حوله ..
لذلك نجد الحب يمتلك نوع من انواع العدوى .. فحين نرى اثنان محبين سعداء نتمنى لو كنا مثلهما لكن دون ان نرى ماقد يكون وراء هذه السعاده .. الحياه تعب وشقاء مستمر يعقبه احساس بالانجاز والنصر .. ولأن الحب هو ذات الحياه فهو يمتلك نفس صفاتها .. فكل يوم جديد فى حياة الحب يمتلئ بالمشاكل والصعوبات الصغيره .. والتغلب عليها والاستمتاع بهذه الحياة هو جوهر ولب الحب..
ولكن لنتغلب على هذه الصعوبات ينقصنا فقط الدافع وهو ايضاَ مانجده فى الحب ولهذا الحديث ايضاً بقية..